حكم التداول عن طريق المنصات الالكترونية
فبارك الله تعالى فيك: التداول عن طريق الإنترنت له صور كثيرة: منها ما يجوز ومنها ما يحرم، ولا بد بداية من معرفة تفاصيل كل صورة ثم الحكم عليها، إذ الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ولا يمكن الحكم الإجمالي عليها صحة وفساداً نظراً لكثرتها وتعدد صورها؛ ولكن يمكن القول بشكل عام أن الجائز من المعاملات الالكترونية هو ما كان منضبطاً بالضوابط الشرعية ومنها على سبيل المثال لا الحصر: 1- يجب أن يكون نشاط الشركة التي يتم تداول أسهمها حلالاً وخالياً من المحرمات كالربا ونحوها. 2- فيما يتعلق بتجارة العملات والذهب يشترط أن يحصل التقابض الفوري في كل صفقة حتى ولو كان هذا التقابض حكمياً، كالتسديد عن طريق البطاقات الإلكترونية، وتحويل المال بين الحسابات إلكترونيا في مدة يسيرة تستغرق المعاملة الإلكترونية لا أكثر، بحيث يتمكن كل منهما بائعاً أو مشترياً من التصرف بما باعه أو اشتراه مباشرة بعد القبض الفوري من غير تأخير. 3- إمكانية الحصول على السلعة فيما لو طلبها المشتري؛ لأن عدم إمكانية الحصول على السلعة يعني أن المشتري ممنوع من التصرف بسلعته غير قادر على الانتفاع بها إلا ببيعها عن طريق شركة التداول نفسها وهذا يؤدي إلى فساد تلك البيوع وعدم صحتها، وجعل البيع أقرب إلى الصورية. 4- يشترط فيما لو كانت السلعة ذهباً أو فضة، وتم شراؤها عن طريق شركات التداول الالكتروني أن يكون للمشتري وكيل يقبض الذهب بالنيابة عنه، فيأخذ البائع الثمن فوراً ويسلم وكيل المشتري الذهب المبيع في الحال. 5- لا يجوز في تجارة العملات ما يسمى بالهامش الذي يعتبر قرضاً من الشركات التي ترعى بيع العملات للمستثمرين في هذا المجال مقابل أن تأخذ منهم أجرة معينة عن كل صفقة صرف يبرمونها، وقد اتفق الفقهاء على أن كل قرض جر نفعاً فهو من الربا المحرم. وأخيراً: نشير إلى أن عدم توفر الضوابط السابقة يجعل الأمر أقرب إلى مجرد المراهنة على انخفاض الأسعار وهبوطها وهذا فيه نوع من القمار، ووجه القمار فيه أن الداخل في هذه الصفقة إما غانم أو غارم، فإذا راهن على هبوط الأسعار وارتفعت خسر، وإذا هبطت كما كان يتوقع ربح، وهذا غير جائز. والذي ننصح به هو الاحتياط من الناحية الشرعية في مثل هذه المعاملات، والتأكد من سلامتها قبل الدخول فيها، والله تعالى أعلم.
تُرى ما هو حكم تداول العملات في الإسلام “FOREX”؟ وهل التداول حرام أم حلال؟ وماذا عن مدي توافق الحسابات الإسلامية في الفوركس مع مبادئ الشريعة الإسلامية؟ جميعها أسئلة إجاباتها تشغل بال الكثيرين من متداولي الفوركس من المسلمين حول العالم. وعلي الرغم من أنّ الإجابة الوافية قد تبدو معقدة للوهلة الأولي، إلاّ أن الجدل قد حُسم بإجابات واضحة نستعرضها معكم خلال السطور القادمة.
تداول الفوركس متاجرة أم مقامرة؟
لا يمكننا الحديث عند سؤال هل تداول العملات حرام أم حلال دون الإجابة أولا: هل تداول الفوركس متاجرة أم مقامرة؟ فالمقامرة في الإسلام محرمة شرعا قولا واحدا. إلا أن سوق العملات فهو سوق مثله أي سوق مالي أخر تتم فيه المتاجرة وفقا لقواعد وآليات محددة. فالفوركس أو سوق تداول العملات هو سوق غير مركزي يتم فيه تبادل العملات الأجنبية. وهو أحد أشهر وأكبر الأسواق المالية وأضخمها من حيث السيولة. حيث يتجاوز حجم التداول اليومي 5 تريليونات دولار أمريكي. تتداول العملات في صورة أزواج، أي أن المتداولين يقومون ببيع عملة من أجل شراء أخرى بغرض تحقيق الأرباح من خلال الاستفادة من فروق الأسعار. مؤخرا، اتجهت انظار الكثيرين لتداول العملات لرفع مستوى معيشتهم وحماية مدخراتهم. لما شهدته الفترة الأخيرة من زيادة في معدلات التضخم حول العالم، أسفر عن ارتفاع أسعار السلع وزيادة صعوبات المعيشة.
ومن ذلك بدأت الإجابة تتضح رويدا، بأن تداول العملات مثله مثل أي استثمار أخر. متاجرة تتطلب مهارات محددة وخطط وأهداف استثمارية يتبعها بحثًا وتحليلاً متعمقا من أجل اتخاذ قرار أمثل. الجدير بالذكر هنا، أن سوق الفوركس لا يتداول فيه المتداولين الأفراد فقط، بل يمتد للبنوك والمؤسسات المالية وكبرى الشركات. جميعهم يتداولون لأهداف متعددة أهمها التحوط من مخاطر تقلب أسعار العملات والصرف. وبناءً على هذا، اتفق جمهور الفقهاء على جواز تداول العملات في الإسلام لكونه سوق كأي سوق تتم فيه المتاجرة والتداول من بيع وشراء وتحقيق ربح، ولكن هناك بعض الضوابط التي يجب مراعاتها.
هل تداول الفوركس حلال أم حرام؟
وفقا للشريعة الإسلامية ومبادئها وقواعدها، هنالك بعض المحرمات التي يجب تجنبها إذا كنت تبحث عن الطريقة الحلال لتداول الفوركس. هذه المحرمات تشمل الفوائد الربوية والمخاطرة الزائدة أو الغرر والمقامرة. وتُعد الفوائد الربوية من المحرمات لأنه في الإسلام يجوز اقتراض أموال من شخص ما لغرض الاستثمار لتحقيق ربح، ثم سداد القرض بدون دفع فوائد إلى الدائن ولا يسمح الإسلام سوى بالقروض الخالية من الفوائد. وهذا الأمر لا يتحقق في الحسابات غير الإسلامية لأنها تعتمد على الفوائد لدعم الوسطاء. والفائدة هي مبلغ إضافي من المال محدد مسبقًا يدفعه المقترض سواء كان شخصًا أو مؤسسة بالإضافة إلى المبلغ الأصلي. أمّا الحسابات الإسلامية فتسعى لتحقيق الربح بطرق أخرى تتناسب مع أحكام الشريعة الإسلامية. ومن ثم، ولكي يتبلور الأمر برمته وضع علماء الدين الإسلامي بعض القواعد والضوابط ليصبح تداول الفوركس حلالًا. وتشمل هذه الضوابط:
• عدم وجود أي عمولات إضافية على استخدام الرافعة المالية.
• عدم اجبار العملاء على فعل أي ممارسات أو فتح عقود بسبب فتح الحساب الإسلامي.
• عدم المقامرة في التداول ودراسة السوق بشكل جيد قبل الاستثمار به.
• عدم وجود رسوم تبييت الصفقات.
الحسابات الإسلامية في الفوركس؟
لعل أهم الضوابط التي يجب مراعاتها عند تداول العملات، كي يُصبح تداول العملات حلال هو عدم دفع أي فوائد. الأمر الذي دفع العديد من وسطاء الفوركس حول العالم لتقديم الحسابات الإسلامية لعملائهم المسلمين أو حتى من غير المسلمين الذين لا يفضلون دفع فوائد تبييت. تلك الحسابات تسمى “بحسابات فوركس إسلامية” لتلبية رغبات العملاء الراغبين في تداول العملات وفقًا لمبادئ الشريعة الإسلامية. وهي حسابات تداول عملات خالية من المبادلة أي الفوائد التي يدفعها المتداول للبنك مقابل ترك الحساب مفتوحًا لليوم التالي أو للمدة التي يريدها، حيث يتم استبدال هذه المستحقات بعمولة بسيطة. في الإستراتيجية طويلة المدى، يمكن أن يكون مثل هذا النهج مفيدًا للمتداول، لأن جميع تكاليف المقايضة تغطيها الشركة.
يجدر الإشارة، أن الحسابات الإسلامية في الفوركس تسمح للمتداولين التداول برافعة مالية. حيث أجاز علماء الإسلام ودور الإفتاء جواز استخدام الرافعة المالية لنماء رأس المال وتحقيق الربح، ولكن دون دفع فائدة نظيرا لذلك. ومن ثم فإن الرافعة المالية حلال عند تداول العملات. علي جانب أخر، حذر علماء الامة من الافراط في استخدام الرافعة المالية المرتفعة للغاية حيث انها تعرض صاحبها للضر والمخاطرة العالية وتبديد رأس ماله الذي أمر الدين بالحفاظ عليه.
الملخص
في الواقع، يسمح الإسلام بالسعي وراء تحسين وضع الشخص المالي واستخدام الاجتهاد والمهارات الشخصية لتحقيق أفضل النتائج. ولكن في الإسلام، تحظر ألعاب الحظ والقمار بشكل صارم ومن ثم لا يجوز استخدامها؛ إذ يُنظر إلى المقامرة على أنها تخمين حيث لا يملك المشاركون أي سيطرة تقريبًا على النتيجة، وبالتالي، لا توجد فرصة لمعرفة ما إذا كانت الاحتمالات في صالح المشاركين. لكن في سوق الفوركس، طريقة المضاربة هي التي تصنع الفرق حيث يجب أن يعتمد التداول في الفوركس على تحليل السوق ودراسته ويتطلب أيضًا وضع خطط تداول وتحديد الأهداف وقراءة التوقعات. كما يجب الاعتماد على التحليل الأساسي والفني لتوقع السعر واتخاذ قرارات التداول.
في النهاية، فإن تداول الفوركس يُعد من أكثر الطرق فعالية لزيادة الدخل وتحسين الوضع المادي، إلا أن هناك بعض الضوابط التي يجب أخذها في الاعتبار لكي يكون التداول حلالًا وفقًا للشريعة الإسلامية وقد أوضحنا في هذا المقال جميع الجوانب المتعلقة بتداول الفوركس في الإسلام وكيف يمكن للمتداول الابتعاد عن أي شبهات لتكون تداولاته متوافقة مع مبادئ الإسلام.
الأسئلة الشائعة
هل تداول العملات يعد مقامرة؟
مما لا شك فيه أن أي تعاملات يعتمد على الحظ فهي نوع من القمار، والقمار محرم شرعًا طبقًا للشريعة الإسلامية. ولذلك يجب أن يعتمد التداول في الفوركس على أسس وتقنيات وأدوات تساعد في اتخاذ القرار المناسب وتحليل السوق تحليلًا شاملًا لكي يتناسب مع أحكام الشريعة الإسلامية..
هل الحسابات الاسلامية في الفوركس حلال؟
حساب تداول الفوركس التقليدي حراماً، نظراً لأن استخدامه يشتمل على دفع الفوائد الربوية. إلا أن حساب تداول الفوركس الاسلامي في الفوركس حلالاً، حيث إنه لا يشمل دفع أي رسوم الفائدة.
ما هي طرق التأكد من أن الحساب إسلامي؟
يمكنك التأكد من أن حساب التداول الخاص بك يتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية عن طريق الدعم الفني لشركة الوساطة أو من خلال فتح صفقة ومتابعة هل يتم احتساب فوائد على الصفقة عند تركها مفتوحة لليوم التالي.
ما سلبيات الحساب الإسلامي؟
الحساب الإسلامي ليس له أي سلبيات، لكن يطلب بعض الوسطاء أحيانًا رصيد معين كحد أدنى لتفعيل خاصية تحويل حساب التداول الإسلامي وقد تفرض بعض الشركات رسوم إضافية على حسابات الفوركس الإسلامية.
ما الذي يمكن تداوله في الحساب الإسلامي؟
يمكنك تداول الفوركس وعقود الفروقات على المؤشرات، والأسهم الفورية، والعقود مقابل الفروقات، والنفط، كما يمكنك تداول الذهب والعملات الرقمية.
ما حكم فوائد التبييت والسبريد في الإسلام؟
فوائد التبييت هي عبارة عن رسوم يتم فرضها على الصفقة حين يتم إبقاؤها مفتوحة لليوم التالي، وهو لا يتفق مع مبادئ الشريعة الإسلامية التي تحرم الفائدة. وبالتالي هذه الفوائد لا تطبق في الحسابات الإسلامية. علي جانب أخر، فإن السبريد هو الفرق بين أسعار بيع وشراء أداة مالية معينة ويقوم العميل بدفع هذه الرسوم عندما يقوم بفتح صفقة جديدة في كل مرة ويحصل الوسيط على جزء من السبريد كعمولة على خدماتهم، وهو لا شبهة فيه.
هل التداول عبر الإنترنت حرام؟
التداول عن طريق الإنترنت ليس حرامًا إذا ما تم وفقًا للشريعة الإسلامية حيث يجب البعد عن الممارسات المحرمة في الإسلام مثل الربا أو التعامل مع الشركات التي تبيع السلع المحرمة كالمشروبات الكحولية.
التعليقات متوقفه