الاختيار الأمثل الاستثمار بالأسهم ما بعد التقاعد
إلى أي مدة ستكفي مدخراتك بعد التقاعد؟ ففي ظل تنامي مشكلة تناقص قيمة العملات المحلية، ضعف خطط المعاش التقاعدي رغم الاقتطاعات الكبيرة من المرتب الشخصي طول أعوام، هل سيكون الإدخار لأعوام طويلة حلًا مجديًا للعيش باطمئنان بعد اتخاذ قرار التقاعد والتوقف عن العمل؟ أم أنه عليك التفكير بطريقة أمثل للحصول على دخل مريح حتى بعد التقاعد بقليل من التخطيط للاستثمار الجيد والآمن؟ إذا لم تتضح لك إجابات هذه الأسئلة بعد ومازال الأمر محيرًا لك، فهذا المقال لك ليقدم لك الحل الأمثل.
الادخار وفقط أم الاستثمار بالأسهم بمهارة؟
أشارت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا إلى أن معدل الأعمار قد تزايد زيادة ملحوظة في العقدين الأخيرين مع زيادة الخدمات الطبية، وهو أمر مؤثر في المعادلة التي تحدد إجابة الذي يشغل بالك بخصوص فترة ما بعد التقاعد. الادخار وفقط أم الاستثمار بمهارة؟ يظهر جليًا مع تناقص القوة الشرائية للعديد من العملات المحلية أن الإدخار وفقط لن يكون حلًا عمليًا وأنه عليك التفكير جيدًا في الاستثمار الأمثل.
كيف تختار الاستثمار الأمثل ؟
كان الاعتقاد السائد سابقًا، أنه وكلما تقدم العمر يجب اختيار الاستثمار الذي يحوي القدر الأقل من المخاطرة، باستثمار مكثف في السندات مع تدعيم ذلك ببعض صناديق الاستثمار وهو ما يضمن قدرًا ضئيلًا للغاية من المخاطرة، لكن هذا الاعتقاد بمرور الوقت لم يعد الأمثل لضآلة العائد منه مقارنة بالاستثمارات الأخرى الممكنة عند مستويات خطورة أعلى قليلًا مثل الاستثمار بالأسهم لكنها تظل اختيارا أمثل مقارنة بهذا الاعتقاد التقليدي.
منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008 تنامى الاهتمام بزيادة الثقافة الاستثمارية بسوق الاسهم لتتماشى مع زيادة أعداد المهتمين به نظرًا لتحقيق المستثمرين به مكاسب ضخمة من حينها حيث يتخذ سوق الأسهم منحنى صاعدًا وهو ما جعل لدى قطاع واسع من الأشخاص القدرة على فهم حركة الأسهم، تكاليف الرسوم المتعلقة باستثماراتهم، مصادر الأخبار الملائمة لمتابعة أسهمك، وغيرها.
تكوين محفظة متوازنة
تعد مرحلة اختيار الأسهم المكونة لمحفظتك الاستثمارية أحد أهم المراحل والتي تحتاج لتخطيط جديد، واختيار أسهم متنوعة بشكل يجعل محفظتك الاستثمارية متوازنة هو خطوة مهمة لنجاح استثمارك. فمهما كان سهم جوجل Google ناجحًا على سبيل المثال، فلا يمكنك أن تقوم بجعل محفظتك بالكامل تقوم على الاستثمار بهذا السهم فقط! لأن المخاطرة ستكون مرتفعة للغاية، ولكن مع تنويع الأسهم بمحفظتك الاستثمارية بين قطاعات مختلفة مثل التكنولوجيا، الرعاية الصحية، الصناعات الثقيلة، وغيرها، فهذا يساعد على توزيع المخاطرة بين قطاعات متعددة ما يعني إنخفاض نسبة المخاطرة الإجمالية بمحفظتك وهي قاعدة جوهرية يجب عليك تذكرها جيدًا .
مراعاة توزيعات الأرباح
توزيعات الأرباح الخاصة بأسهم الشركات التي يتضمنها استثمارك يجب أن تكون بالحسبان، فاستثمارك بسهم ما لا يتوقف عائده عند استثمار قصير الأجل بتوقع ارتفاع قيمة السهم لإعادة بيعه وفقط، فهذا الأمر غير مضمون على إطلاقه وإنما يوضع في الاعتبار أيضًا قيمة توزيعات الأرباح التي تقوم بها الشركات كل سنة مالية كنسبة من استثمارك بأسهم الشركة وهو ما يسهل توقعه بالنظر في توزيعات الأرباح السابقة وأرباح الشركة لهذا العام.
صناديق الاستثمار
تظهر صناديق الاستثمار كخيار جيد للغاية لاستثماراتك بسوق الأسهم في حال كانت خبرتك بسوق الأسهم قليلة، أو كنت ترغب في عدم بذل الجهد في متابعة الأسهم المتنوعة وفرص الاستثمار الأمثل من فترة لأخرى عن كثب. وهو ما يميل المستشارون الماليون، فهي تضمن تنوعًا متوازنا في الأسهم ويديرها خبراء متخصصون بعد دراسات متأنية وعملية لأفضل الفرص المتاحة وضمان أكبر عائد ممكن. وبالطبع فنظير العمل الذي يقوم به هؤلاء المتخصصون بدلًا منك فهناك رسوم يتم دفعها وتختلف قيمة الرسوم من صندوق لأخر.
يحتاج الأمر إلى تخطيط للوصول إلى الخيار الأمثل في ظل وجود العديد من البدائل المطروحة واختلاف قيمة الاستثمار التي يمكنك تحملها تبعًا لمدخراتك، وهو ما يتطلب غالبًا الاستعانة بمستشار مالي مناسب واستعراض هذه البدائل معه للوصول إلى الاختيار الأمثل، واحرص على الاعتماد على مستشار مالي ذو خبرة وأداء مطمئن.
التعليقات متوقفه