تحميل كتاب التحليل الفني للأسواق المالية لعبد المجيد المهيلمي PDF

كتاب التحليل الفني للأسواق المالية لعبد المجيد المهيلمي يهدف إلى تعريف القارئ و المضارب والمستثمر العربي بأهمية التحليل الفني للأسواق المالية والبورصات المختلفة ليس بغرض نظري أو فلسفي بل بهدف عملي هو زيادة الأرباح وتقليل الخسائر.

ولا تحتاج قراءة هذا الكتاب إلى متطلبات مسبقة، لذلك يمكن للدارس أن يبدأ به للتعرف على مبادئ التحليل الفني . فهذا النوع من التحليل يمكن تعلمه ذاتيا Self-Study وإتقانه بالخبرة الشخصية. نعم يمكن تعلم كيفية تحقيق الأرباح بالتداول في الأسواق المالية المختلفة، صحيح أن كبار المضاربين والمستثمرين لهم ملكات طبيعية خاصة مميزة، ولكن الصحيح أيضا أن هناك العديد من الطرق والوسائل التي يمكن لأي شخص تعلمها وتطبيقها لتعظيم الأرباح وتقليل الخسائر والحد من المخاطر.

يعتمد عمل المضارب والمستثمر في الأساس على النظرة المستقبلية foresight للأسعار. ويقال في أوساط المضاربين والمستثمرين، بكثير من السخرية، إن أي شخص يمكن أن يتفوق على أفضل المضاربين بتداوله للأسعار السابقة معتمدا على النظرة الخلفية Hindsight للأسعار التي دائما ما تكون قوتها ستة على ستة. غير أن هذا التداول بالطبع ليس ممكنا وبلا فائدة، ذلك أنه يستحيل التداول بأسعار الأمس … في معرفة مستويات الأسعار بعد حدوثها لا تضيف إلى رصيد الأرباح شيئا، ان تحقيق الأرباح عن طريق المضاربة والاستثمار يعتمد بالدرجة الأولى على التنبؤ الصحيح لمسار المستقبلي للأسعار، ومن هنا تبرز الوسائل المستحدثة لبناء التوقعات، والتي يقف في مقدمتها التحليل الفني.

إن التحليل الفني يساعد على فهم حركة الأسعار في الأسواق المالية والبورصات المختلفة، ويعتبر أحد أهم الأدوات المستخدمة كأساس عقلاني في اتخاذ قرارات التداول ووضع خطط المضاربة والاستثمار. ويتفق كبار المضاربين والمستثمرين على أن الجميع يشترك بالأسواق المالية بأموال محدودة وبذكاء محدود أيضا. وأنهم ليسوا في حاجة إلى معرفة كل ما يحدث بالأسواق، فطالما تفوقوا على غيرهم في فهم بعض ما يجري بها، فإن ذلك يعطيهم أداة فاعلة تمكنهم من تحقيق الأرباح.

ولقد ازداد الاهتمام في العقود القليلة الماضية بالتحليل الفني كوسيلة للتنبؤ بأسعار السلع والمنتجات المختلفة المتداولة بالبورصات العالمية والأسواق المستقبلية و بأسعار العملات في أسواق الصرف الأجنبي و بأسواق المال عامة ولعل السبب في ذلك يرجع إلى قصور في فاعلية الطرق التقليدية في التنبؤ باتجاه الأسعار لكثير من الأدوات المالية خاصة مع ارتفاع حدة التقلبات High Volatility في الأسواق المالية كافة نتيجة لتحرير التجارة العالمية، وسهولة تدفق رؤوس الأموال بين دول العالم، وتعويم العملات وتخفيف القيود بشكل عام، وإطلاق العنان لآليات السوق دون تدخل رسمي أو حكومي في المعاملات لتحديد مستويات أسعار السلع والأصول والأدوات المالية .

لقد وصل الحال بالبعض إلى القول بأن نبوءات التحليل الفني تميل إلى التحقق ذاتيا Self-Fulfilling Prophecies أي أن المشتركين بالأسواق يسلكون الطريق الذي تنبأ به المحللون الفنيون قبلا محققين بذلك تلك التنبؤات، إلا أن ذلك في حد ذاته لا يعتبر عيبا أو خطأ كامئا في هذا النوع من التحليل، بل إن هذه الملاحظة – إن صدقت – تعضد من أهميته، فما الفرق إذا كان التنبؤ سببا لحدوث شيء ما أو تحقق نفس هذا الشيء لأي سبب آخر؟ فالنتيجة واحدة في كلتا الحالتين.

إذا كان من الممكن بإلقاء نظرة عابرة على الرسم البياني للأسعار، الوقوف على ما يفعله مجموع المشتركين بالسوق، فإن الدراسة الدقيقة لحركة الأسعار – وهي نطاق وجوهر التحليل الفني – تمكن من معرفة الكثير من أسرار هذه الحركة. ويتيح التحليل الفني الفرصة للتعامل مع السوق بشكل هندسي آلي وكمي، بحيث ينزع العاطفة من قرارات الشراء والبيع واتخاذ قرارات التداول على أساس خطة مدروسة بدلا من اتخاذها في غمار معركة الثيران والدببة ووفق حسابات اللحظة. ويمكن التحليل الفني أي مراقب للسوق من تحليله دون أن يمتلك بالضرورة خلفية أو معرفة أو معلومات أساسية عن السهم أو السلعة، موضوع التداول ، ان الرسم البياني هو رسم بياني في حد ذاته ولا يهم لأي سهم أو سلعة أو عملة يتم تحليلها، فقراءته و تفسيره واحدة لا تختلف بتغير اسم المنتج .

إن من مزايا التحليل الفني أنه يقوم على معلومات وحقائق و أرقام معلنة متوفرة للكافة ، ففي عصر ثورة المعلومات وشفافية الأسواق المالية العالمية، فإن كل المعلومات الخاصة بالتداول تكون متاحة للجميع دقيقة بدقيقة بل ثانية بثانية في شتى أنحاء العالم، هذه المعلومات الخاصة بالأسواق المالية هي التي يعتمد عليها الفنيون في صنع قرارات التداول سواء بالشراء أو البيع وتوجيه دفة الاستثمار، وقد ثبت بالتجربة في كثير من الحالات، أن المؤشرات الفنية تعتبر أكثر بصيرة من أكثر الناس معرفة الأساسيات الاقتصادية والإحصائيات.

وإذا كان من المستحيل أن يتأكد المرء مما سياتي به الغد، فإن ذلك لم يمنع من نشأة علم المستقبل (المستقبليات Futurology)، وهو علم كامل متخصص في الدراسات المستقبلية. وإذا نظرنا عن قرب في مجال الأعمال والاقتصاد، فإن أي دراسة جدوى اقتصادية لمشروع ما تعتمد بالضرورة على افتراضات وتوقعات مستقبلية خاصة بأسعار المواد الخام المختلفة، ومستوى الأجور، وحجم وأسار المبيعات، وأنواع السلع المنافسة وأسعارها … إلخ، وهذه كلها تكهنات وافتراضات مستقبلية. إن مدى دقة هذه التوقعات .ينعكس على أرباح وخسائر المشروع كما أن أي خطة أو موازنة لسنة أو لعدة سنوات قادمة لمشروع قائم هي مجرد تصورات حول المستقبل.

التعليقات متوقفه